استخلف الله سبحانه وتعالى آدم وذريته في الأرض لعبادته حقّ العبادة، وتطبيق شرعه فيها، وقد كان من متطلبات هذا الاستخلاف الشرعي تحقيق مفهوم العبودية لله تعالى، فالله سبحانه وتعالى لم يخلق الخلق عبثاً، بل وضع لهم المنهج الواضح، والشريعة المحكمة التي تضمن لهم إن استقاموا عليها حياة السعادة والهناء في دنياهم وآخرتهم.
مفهوم العبوديةيطلق مفهوم العبودية لغةً على التذلل والخضوع والانقياد، فالإنسان على سبيل المثال عندما يكون خاضعاً لغيره، ممتثلاً لأوامره ونواهيه، راهناً نفسه لإرادته ومشيئته، لا يتحرك إلّا بإذنه، ولا يهتدي إلّا بتوجيهه، كان في تلك الحالة عبداً لهذا الإنسان، وقد ظهر مفهوم العبودية هذا قبل الإسلام وفي عصور الظلام عندما كان الناس يساقون إلى العبودية، بحيث تُرتهن إرادتهم، وتُعتقل حريتهم، ويُصادر اختيارهم، لتحقيق مصالح مادية آنية لأشخاص ملأ الطمع والجشع قلوبهم، وأعمى أبصارهم، وقد شهد التاريخ الإنساني كثيراً من الحالات التي استُعبد فيها الإنسان، ومنها ترحيل كثيرٍ من السود في أفريقيا إلى العالم الجديد (أمريكا) ليعملوا بنظام السخرة والعبودية تحت إمرة الرجل الأبيض.
مفهوم العبودية في الإسلامأمّا مفهوم العبودية في الإسلام فينحصر في العبودية لله تعالى فهو بلا شكّ مفهومٌ سامٍ يختلف عن عبودية البشر للبشر، فهذه العبودية هي عبودية العبد المخلوق لربه الخالق، حيث يكون التذلل والخضوع والانقياد لله تعالى، ومن مظاهر تلك العبودية في حياة المسلم وعقيدته:
المقالات المتعلقة بمفهوم العبودية